صمت الفؤاد كثيراً....
وبدأت الأنات تختفي ...
وتلاشـى البكاء قليلا...
وغاب الحزن وانجلى
وهدأت الآهات برهةً...
واختبأت خلف ستار النسيان ..
إبتعدت عن أعين الذكريات المؤلمة
لعيش لحظات الفرح ..
أطفأت الشموع وأغلقت المصابيح
كي لا يراني شبح الماضي ....
ويأخذني
إلى دهاليز كوخي الموحش حيث الأحزان ..
وخيوط العنكبوت المتشابكة..
وخفافيش الظلام الخفية
سرقتي الذكريات مساء ذلك اليوم من واقعي الجميل ...
لتلقي بي في جحيم الماضي الأليم ...
بدأت تعيد شريط الحنان وتقف عند الأيام الجميلة ....
واللقاءات الممتعة التي عشناها سوياً...
وتواصل المسير لتسرقني إلى لحظات القبلات البريئة ...
والأحضان الدافئة ...
والأماكن الرومنسية..
سرحت في عطرها الجميل المغري ...
وتأملت فستانها القطني ...
ويدي بيدها نضحك ونرقص ونغني ..
شعرت بالفرح والسرور ..
واللهفة والغرور ..
نعم غرور فحبيبتي بجنبي ..
ويدها في يدي.. والعالم ملكي
ما أجمل ذاك الشعور ...
وما أجمل تلك الأيام ...
وما أروعها من لحظات...
تبدد ذلك الشعور حين تيقنت أنه ماضي ....
أظلم الكون وذهب القمر بعيدا ..
كل شيء ضدي
سالت دموع عيني ..
وأستولت الآهات على صدري ...
أحسست بالغربة والوحشة ....
وكأني بقارب يرجو
الصمود ..في ظل العواصف والرعود ....
يرجو الوصول على الأمواج الهائجة ....
إلى بر الأمان..
في ذلك الظلام....
رحلت ياقلبي ...
إلى عالم مجهول ...
وليس لك إلى الإنتظار اللامتناهي ...
والحزن والصمود
رحلت ياقلبي...
أصبحت اسامر النجوم ...
وأنظر للشموع...
عل الأمل يعود ...
في زمان الجمود....
لا أحد يجيب صرخات الفؤاد ...
ولا أحد يعير أهتمام لأنات الضمير ...
ليس لك ياقلبي سوى الصبر اللامحدود ....
والإنتظار...
عل الأمل يعود ....
في زمن الجمود ....