عاد رجل يوم من عمليه مرهقًا و كان الجو في الخارج ممطرًا و
شديد البرودة . فجلس في مقعد أمام النار ، و استسلم للنوم . و
استيقظ فجأة على صوت جرس الباب . و عندما فتح للطارق و جد
فتاة صغيرة ترتجف بردًا ، و تلتف بشال ممزق .
و توسلت اإليه الصغيرة أن أيذهب معها فورًا ؛ لأن والدتها مريضة جدًا و
بحاجة ماسة الى الطبيب . و رغم تعبه الشديد استجاب لرغبة الطفلة ،
و ذهب معها الى منزلها .
و هناك وجد سيدة مريضة تبين له أنها كانت تعمل في السابق خادمة
في منزلي .
و عرف بعد أن قام بالكشف عليها أنها تعاني من نزلة صدرية حادة ،
فأعطاها الدواء الذي كانت بأمس الحاجة اليه . و عندما هدأت أزمتها
الصحية قليلاً ، تلفتُ حوله ليطمئن الصغيرة ، فلم يجدها . و عاد الى
الأم و هنأتها على شجاعة ابنتها الصغيرة التي هرعت ليلاً ، و في هذا
الجو الممطر ، لتأتي بالطبيب لأمها .
و نظرت إليه الأم بإستغراب و قالت : ( ابنتي ماتت منذ شهر واحد ، و
ستجد شالها و حذاءها في الخزانة هنا ) .
و عندما فتح الطبيب الخزانة وجد فعلاً الشال الذي كانت ترتديه الطفلة ،
و كان جافًا مما يعني استحالة أن يكون أحد قد أرتداه خارج المنزل في
تلك الليلة الممطرة .
و بحث الطبيب طويلاً عن الطفلة التي أتت للاستنجاد به ، الا أنه لم يجد
لها أثرًا